the beginning after the end 8
رؤيتي لمكان مألوفاً جعلني أرمش عدة مرات لتأكيد أن
ما أراه، لم يكن حلماً ، بالنظر إلى الأمر ، لقد كنت في جسدي القديم ، نهضت من
السرير الذي كنت أجلس عليه ، غادرت غرفتي التي في القلعة ، انتظرتني خادمة شابة
بالخارج ، إستقبلتني بإحترام فور رؤيتي.
‘صباح الخير أيها الملك
غراي’
لم ازعج نفسي حتى بالنظر
بإتجاهها ، مشيت بضعة أمتار بعيداً.
وصلت الى الفناء حيث يصطف
المتدربون بالسيوف التي يحملونها ، حولت نظري إلى المدرب الذي يصرخ عليهم حول
الموقف الصحيح ، وطريقة التنفس ، عندما قام أحد المتدربين بملاحظتي ، استدار فورا
وقام بتحية عسكرية قوية ، اتبع المدربون وباقي المتدربين أفعاله..
طلبت منهم ببساطة أن
يستمروا في تدريبهم ، عند وصولي لوجهتي فتحت بابا مزدوج ، وقفت أمام رجل عجوز مع
شعر أبيض سيمك يطابق لحيته الطويلة ، كان رئيس المجلس ‘مارلورن’
بينما كنت ‘الملك’ لم أستطع
الأ أن أعتبر نفسي مجرد جندي قوي ، الأشخاص الذين حكموا البلد في الواقع ، كان
المجلس..
أذن ما الذي جنيته من منصبي
كملك ؟
لقب الملك يعني أنني كنت في
الواقع أساوي جيشاً كاملاً ، نظراً لتناقص عدد الأطفال، ونقص الموارد ، اجتمعت
مجالس كل بلد ، وبعد شهور من المناقشة، اتفقت أنه إذا استمرت الحروب فسوف نقضي على
أنفسنا في نهاية المطاف.
التخلص من الحروب من شأنه
أن يؤدي إلى نتيجتين، الأولى هي انخفاض الوفيات ، و الثانية هي النمو السكاني،
وانخفاض في تدمير الموارد ، والحل الذي جاءوا به هو استبدال الحروب بشكل من أشكال
القتال.
ما حل مكان الحروب أصبح
يعرف بالمبارزات ، وكلما كان هناك نزاع قادر على التأثير في حالة البلد ، يتم
الإعلان عن مبارزة ، أين يرسل كل بلد ممثل له يرى أنه الأقوى
عندما نظرت للأعلى، قال
مارلورن بإبتسامة مزيفة معتادة، بدت وكأنها سمة طبيعية بين السياسيين ، ‘الملك
غراي! ، مالذي اتى بك الى مسكني المتواضع؟’
‘..سأتقاعد.’
دون حتى اعطائه فرصة للرد ،
أزلت التاج ، الذي اعتبرته مجرد قطعة من المعدن تعطى لكل ملك..
لمِا كنت أعيش طوال هذه
السنوات؟ ، كنت يتيماً ترعرع في مخيم مصمم لتدريب المبارزين ، أنا في الثامنة
والعشرين ، لكن لم أحب قط ، قضيت حياتي كلها حتى هذه اللحظة من أجل أن اصبح الأقوى..
ولأجل ماذا..
المال؟ إعجاب الأخرين؟ ،
المجد؟..
حصلت عليهم جميعاً ، ولكن
حتى لو بعد ألف سنة من العيش هكذا، سأختار دائما أن أكون في بلدة أشبر..
اشتقت لأليس ، إشتقت
لرينولدز، اشتقت لدوردن ، اشتقت لياسمين، هيلين ، انجيلا ، حتى اني إشتقت لآدم.
أمي..
أبي..
‘سعال!!، سعال!’
فتحت عيني مرة أخرى ، رأيت
أشجاراً شاهقة ، كروم معلقة، كنت مستلقياً على ظهري ، لكن هذه المرة ، الألم الذي
رحب بي أخبرني أنني لم أكن أحلم.
أين أنا؟.
كيف لا أزال على قيد
الحياة؟…
حاولت النهوض ، لكن جسدي لم
يستجب ، الشيء الوحيد الذي كنت قادراً على القيام به هو قلب رأسي ، والذي سبب ألم
حاد في رقبتي..
نظرت إلى يميني ، رأيت
حقيبتي ، أدرت رأسي ببطئ الى يساري…
اتسعت عيناي ، قاومت الرغبة
القوية في التقيؤ ، على يساري، كل ما تبقى من الساحر الذي سحبته معي ، بركة من
الدماء تحيط بالجثة التي اراهن ان لديها عظام مكسورة اكثر من السليمة ، أمكنني
رؤية عظام أضلاعه البيضاء تخرج من تجويف صدره ، كما تمددت أطرافه في زوايا غير
طبيعية ، تحطمت جمجمته ، و ظلت تخرج بعض المادة البيضاء جنبا الى جنب مع الدم.
تجمد وجهي على الفور ،
بإستثناء عينيه الحمراء ، تم تجفيف خط من الدماء الخارج من عينيه ، لم أستطع تحويل
رأسي بعيداً بسبب جسدي ، هاجمتني رائحة بغيضة و بشعة ، تقيأت ما تبقى في معدتي لحد
الجفاف..
حتى في حياتي السابقة لم
أصادف مثل هذه الجثة المشوهة بهذا الشكل البشع و الديدان التي تتغذى عليها ، لم
استطع منع نفسي من الشعور بالقرف ، تمكنت أخيراً من تحويل رأسي بعيدا، لتخليص بصري
من بقايا الساحر البشعة..
كيف لا أزال على قيد
الحياة؟.
لم استطع منع نفسي من
التساؤل عما حدث بينما كنت فاقداً للوعي ، من الواضح أن الساحر بقي حياً حتى لحظة
اصطدامه، لكن ماذا حدث لي؟.
يجب أن أبدو مشابهاً جداً
لهذه الجثة بحلول هذه اللحظة ، ربما اسوء ، لكن ليس فقط أنني بخير ، لا املك حتى
كسر واحد!.
فكرت في الإجابات الممكنة
حتى قاطعني صوت معدتي.
the beginning after the end 8
مرة اخرى ، حاولت النهوض ،
و تجاهلت رفض جسدي لهذا ، الاجزاء الوحيدة التي تبدو انها تستمع الي ، هي ذراعي
اليمنى ورقبتي ، عززت ذراعي اليمنى بواسطة المانا ، واستخدمتها لشق طريقي نحو
حقيبتي ، لم تكن أبعد من متر لكن استغرق الامر اكثر من ساعة حتى وصلت اليها ، فتشت
بيدي الواحدة داخلها ، وجدت التوت المجفف وبعض المكسرات التي جهزتها أمي!.
نجحت في وضع القليل منه في
فمي ، تفاجأت بسبب الطعام ، مما تركني اختنق تقريبا، ما جعلني أدخل في نوبة معاناة
مع جسدي، تحسست كيس الماء داخل حقيبتي وسحبته، شربت قليلا ، قبل تناول المزيد من
الطعام ، تدفقت دموعي على جانب وجهي ، واصلت المضغ ، إلى ان أغمي علي مجدداً.
فتحت عيناي ، استيقظت بسبب
البرودة ، نظرت حولي رأيت بعض الضوء يبزغ عبر سلسلة الجبال ، انه الفجر.
هذه المرة، كنت قادرا على
النهوض، ولكن بمساعدة المانا ، تأكدت من جسدي ، وبدا كل شيء في مكانه ، لذا سمحت
لنفسي بالاسترخاء.
أول شيء فعلته هو الذهاب
نحو جثة الساحر ، بينما كنت أحاول تجنب النظر الى اصابته ، وجدت السكين الذي قذفته
نحوه ، سحبته من فخده.
لم أكن متأكد كم من الوقت
يجب أن أقضيه هنا ، لذا وجود سلاح كان ضرورياً.
‘أوه، لقد استيقظت!’
اتخذت موقف دفاعي على الفور
، تجاهلت الألم الصادر من جسدي ، شددت على سكيني وتحولت لمواجهة الجثة.
أقسم إذا كانت هذه الجثة هي
التي تتحدث…
ضحكة مكتومة جعلتني أبحث
مصدر الصوت..
‘لا تقلق لن تعود تلك الجثة
إلى الحياة’
بدا الصوت الذي خرج من
العدم مهيباً ، ولديه وقار ينبثق فقط من الملوك ، رنان وقوي ، ولكن مريح ، صوت
جعلك ترغب في الوثوق به.
مازلت حذراً ، لكن تمكنت من
الرد بشكل اقل من أنيق..
‘من أنت؟ ، هل أنت من
أنقذني؟’
‘ نعم ، بالنسبة لسؤالك
الثاني ، أما الثاني ستكتشف قريباً عندما تصل إلى مسكني..’
هذا الصوت يبدو متأكد جداً
أنني سأحاول ايجاده..
كما لو إنه قرأ أفكاري واصل
‘ أنا الوحيد الذي سيكون قادر على إخراجك من هذا المكان ، لذا أنصحك أن تسرع’
اذا كان لدي الصوت طريقة
لاخراجي من هنا ، ثم لم يكن لدي خيار سوى البحث عليه.
هذا جعل الأمر حتمياً
بالنسبة لي! ، لابد ان اعود الى البيت ، أمي ! ، أبي! ، فرقة القرن المزدوج! ، اخي
الصغير! ، هل هم بخير؟، هل وصلوا إلى زيروس بأمان؟.
‘..إحم..أه.. السيد صوت ،
هل لي أن اسأل عن الاتجاه إلى موقعك لكي أحظى بشرف لقائك؟’
اخرج الصوت ضحكة ناعمة قبل
أن يجيب ، ‘ألا تعتقد أنه من الوقاحة مناداة سيدة ب ‘سيد’ ؟ ، وأجل سأريك الطريق’
إذن لقد كانت سيدة!
تحولت على الفور رؤيتي الى
أعلى ، ظهرت خريطة المكان أمامي ، لقد كان أشبه بكوني أطير. اشاهد من الأعلى!.
‘انصحك بالبدأ فوراً ،
سيكون السفر خلال النهار أكثر أماناً من الظلام’ تحدث الصوت مجددا
‘نعم سيدتي!’
اخذت حقيبة ظهري قبل أن
ابدا بالركض بسرعة إلى وجهتي.
انخفض الألم ، وبحلول منتصف
الصباح ، تركت مع قليل من الألم هنا وهنالك، أيا كان ما فعلته تلك السيدة ، لم
اسمع بسحر قوي او تعويذة قادرة على الوصول الى هذه المسافة ، ربما ألقت تعويذة علي
قبل أن أهبط مباشرة ؟. إذن كيف عرفت اننا نسقط ، ولما انقذتني فقط؟ ، كلما حاولت
ان اجد اجابة زادت عدد الاسئلة التي تتشكل لدي..
عندها سمعت صوت خرير مياه
خافت ، توجهت نحو اتجاه الصوت ، وجدت نهر ضيق.
‘أجل!’ هتفت بسعادة.
لقد كنت قذراً جداً ، وجهي
ورقبتي لا زال لديهما رائحة القيئ ، بينما كانت ملابسي ممزقة و مغطاة بالأوساخ ،
ركضت إلى النهر نظفت وجهي وجسدي ، خلعت ملابسي وغسلتها ، وضعتها على صخرة لتجف ،
بعد الانتهاء من الحمام المنعش ، مشيت نحو ملابسي التي لا تزال رطبة…
‘كوكوكوكو ، كم هذا مبهج!’
وضعت يداي بشكل غريزي على
منطقتي الثمينة بينما حنيت ظهري لجعل جسدي اصغر قدر الإمكان.
‘لا تقلق لم يكن هناك
الكثير لرؤيته’
ارتجفت عند شعوري أن هذا
الصوت يغمز لي..
ياللوقاحة ! ، كبريائي…
كنت أرغب في الجدال ،
واخبارها ان جسدي لم يتطور بعد ، لكن اخترت تجاهل الصوت و إرتداء ملابسي..
‘لا تعبس ، أنا أعتذر’ تحدث
الصوت وسط ضحكه.
‘هدئ من روعك يا أرثر ،
الملك يجب أن يكون هادئاً !…’
بعد ارتداء ملابسي ، اصبح
الصوت المنحرف صامتاً ، لم اهتم كثيراً ، فتشت في حقيبتي ، وأكلت أخر وجبة متبقية
، المياه لن تكون مشكلة لفترة من الوقت ، منذ أن ملأت الكيس بالفعل ، الطعام… أمل
أن يقدم الصوت شيء لأكله.
بالنظر حولي، بدأت اتسائل
عن مكاني، منذ أن سقطت من الجبل نحو الشرق ، يجب ان اكون بالقرب من منطقة الجان ،
لا أعتقد أنني في غابة [ إلشاير ] لست محاطاً بالضباب ، هل انا في [ بيست غلايدز ]
؟ لا. لا ، لا توجد هنا أي وحوش مانا ، لقد رأيت بعض الارانب والطيور ، لكن لم أرى
أي شيء بعد ، غريب ، حتى أنني لاحظت أن هذا المكان مشبع بالمانا، هذا السبب في
الغالب وراء شفائي بسرعة ، لكن هذا لا يفسر كيف نجوت في المقام الاول ، اتمنى ان
يشرح مصدر الصوت السبب..
يجب أن أسرع!.
بصرف النظر عن حقيقة أنه لم
يكن هنالك طريق ، اتضح ان الرحلة كانت هادئة جداً ، مع قليل من العقبات ، و نهرين
، كان علي الألتفاف حولهما ، عندما اقتربت من موقع الصوت، ازدادت كثافة المانا،
قاومت اغراء التوقف لإمتصاص المانا، التدريب لم يكن مهما، الأهم هو العودة إلى
المنزل.
بما أن الجميع، افترض أني
ميت ، لم استطع منع نفسي من القلق بشأن أبي وأمي ، ليس جسدياً لكن على صحتهم
النفسية ، أنا قلق من أنهما لن يسامحا أنفسهما حول فكرة موتي ، لكن حقيقة أن امي
حامل أراحتني قليلاً ، على الاقل سيبقون اقوياء من أجل اخي او اختي التي ستولد!.
وصلت الى المنطقة التي
وجهني الصوت اليها ، لكن لم يكن هنالك اي شيء غير جبل من الصخور ، محاط بمجموعة من
الأشجار.
‘أنا سعيدة ، لأنك تمكنت من
الوصول الى هنا بأمان ،’ رد الصوت بثقة، كا لو كان أني سأصل.
‘سررت بلقائك سيدتي!، أنسة
صخرة’
‘..’
‘ انا لست صخرة ولا حتى
مجموعة منهم، هناك شق في الجزء الخلفي من الجبل ، انا بالداخل’ رد الصوت بهدوء.
بالإلتفاف حول الجبل و
النظر حولي ، تمكنت من اكتشاف فجوة صغيرة ، بعرض شخص بالغ ، بين صخرتين كبيرتين
تسند بعضهما البعض ، النسيم الطفيف الذي خرج من الشق اخبرني اني وجدت ما ابحث عنه
، لو لم يوجهني الصوت الى هنا لم أكن سألحظ حتى!.
‘ طفل ، أدخل من خلال الصدع
، ولكن قم بتقوية نفسك بالمانا أولا.’
يمكنني اخيرا مقابلة أمي
وأبي قريباً!.
بدون تردد ، انزلقت من خلال
الفجوة بسهولة بينما اقوي جسدي بالمانا.
بدلا من ذلك سقطت مباشرة
إلى أسفل..
فشل الصوت في تحذيري قبل ان
اسقط..
‘إذن هذا هو سبب ذكرها أن
اقوي نفسي بالمانا’
فركت مؤخرتي وشعرت بالألم ،
ثم دعمت تفسي ببطئ.
‘طفل، نحن اخيراً نتقابل’
شعرت بالدماء ، تبرد في
عروقي ، بينما فتحت فمي ، فقدت قدماي القوة على دعمي ، لأنهار مرة اخرى على مؤخرتي
، بينما حدقت في الشخصية التي ساعدتني طوال هذا الوقت.
the beginning after the end 8
Comments
Post a Comment